سورة الحج - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمُ} فيه ثلاثة أقاويل
أحدها: ما بين أيديهم: ما كان قبل خلق الملائكة والأنبياء، وما خلفهم: ما يكون بعد خلقهم، حكاه ابن عيسى.
الثاني: ما بين أيديهم: أول أعمالهم، وما خلفهم آخر أعمالهم، قاله الحسن.
الثالث: ما بين أيديهم من أمر الآخرة وما خلفهم من أمر الدنيا، قاله يحيى بن سلام.
ويحتمل رابعاً: ما بين أيديهم: من أمور السماء، وما خلفهم: من أمور الأرض.


قوله تعالى: {وَجَاهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِِهِ} قال السدي: اعملوا لله حق عمله، وقال الضحاك أن يطاع فلا يعصى ويُذْكر فلا يُنْسَى ويُشْكر فلا يُكْفَر. وهو مثل قوله تعالى: {اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102].
واختلف في نسخها على قولين:
أحدهما: أنها منسوخة بقوله تعالى: {فَاتَقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
والثاني: أنها ثابتة الحكم لأن حق جهاده ما ارتفع معه الحرج، روى سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ دِيْنِكُمْ أَيْسَرَهُ».
{هُوَ اجْتَبَاكُمْ} أي اختاركم لدينه.
{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} يعني من ضيق، وفيه خمسة أوجه:
أحدها: أنه الخلاص من المعاصي بالتوبة.
الثاني: المخرج من الأيمان بالكفارة.
الثالث: أنه تقديم الأهلة وتأخيرها في الصوم والفطر والأضحى، قاله ابن عباس.
الرابع: أنه رخص السفر من القصر والفطر.
الخامس: أنه عام لأنه ليس في دين الإٍسلام ما لا سبيل إلى الخلاص من المأثم فيه.
{مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمُ} فيه أربعة أوجه
أحدها: أنه وسع عليكم في الدين كما وسع ملة أبيكم إبراهيم.
الثاني: وافعلوا الخير كفعل أبيكم إبراهيم.
الثالث: أن ملة إبراهيم وهي دينه لازمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وداخلة في دينه. الرابع: أن علينا ولاية إبراهيم وليس يلزمنا أحكام دينه.
{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هذَا} فيه وجهان
أحدهما: أن الله سماكم المسلمين من قبل هذا القرآن وفي هذا القرآن، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: أن إبراهيم سماكم المسلمين، قاله ابن زيد احتجاجاً بقوله تعالى: {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} [البقرة: 128].
{لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ} فيه وجهان
أحدهما: ليكون الرسول شهيداً عليكم في إبلاغ رسالة ربه إليكم، وتكونوا شهداء على الناس تُبَلِغُونَهُم رسالة ربهم كما بلغتم إليهم ما بلغه الرسول إليكم.
الثاني: ليكون الرسول شهيداً عليكم بأعمالكم وتكونوا شهداء على الناس بأن رُسُلَهُم قد بَلَّغُوهم.
{فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} يعني المفروضة
{وَءَآتُواْ الزَّكَاةِ} يعنى الواجبة
{وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ} فيه وجهان
أحدهما: امتنعوا بالله، وهو قول ابن شجرة.
والثاني: معناه تمسّكوا بدين الله، وهو قول الحسن.
{هُوَ مَوْلاَكُمْ} فيه وجهان
أحدهما: مَالِكُكُم.
الثاني: وليكم المتولي لأموركم.
{فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصَيرُ} أي فنعم المولى حين لم يمنعكم الرزق لما عصيتموه، ونعم النصير حين أعانكم لما أطعتموه.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10